• إتصل بنا
  • خريطة الموقع
  • الدخول | التسجيل
    • تسجيل جديد
    • دخول الأعضاء
    • فقدت كلمة المرور

بحث

تسجيل جديد

عفواً ، التسجيل مغلق الآن يرجى المحاولة في وقت لآحق .

دخول الأعضاء

اسم المستخدم

كلمة المرور

فقدت كلمة المرور

الرجاء إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني. سيتم إرسال رابط إلى بريدك الإلكتروني تستطيع من خلاله إنشاء كلمة مرور جديدة.
مجلة إضاءات
    |   سبتمبر 23, 2025 , 18:29 م
  • أخبار
  • رواد الأعمال
  • مناسبات
  • مدارات ثقافية
  • سياحة ترفية
  • الأبل والخيول
  • اعداد مجلة إضاءات
  • تسويق
  • الاصدارات
    • إضاءات 120
    • إضاءات 119
    • إضاءات 118، عن سمو ولي العهد
    • إضاءات 117
    • إضاءات 116
    • إضاءات 115
  • اخبار متخصصة

الأخبار الرئيسية

4646 0
مركز صحي السلام يتفوق على الجميع في احتفالية اليوم الوطني 95
مركز صحي السلام يتفوق على الجميع في احتفالية اليوم الوطني 95
18685 0
بمناسبة اليوم الوطني 95 حفظ الله سيدي خادم الحرمين وسمو ولي عهده
بمناسبة اليوم الوطني 95 حفظ الله سيدي خادم الحرمين وسمو ولي عهده
8795 0
(عزنا بطبعنا) وهذا التاريخ يجب علينا ان نستذكره ونرسخه في قلوب وذاكرة ابنائنا
(عزنا بطبعنا) وهذا التاريخ يجب علينا ان نستذكره ونرسخه في قلوب وذاكرة ابنائنا
7889 0
مفتي_عام_المملكه‬⁩ ‏⁧في ذمة الله
مفتي_عام_المملكه‬⁩ ‏⁧في ذمة الله
99739 0
“ملاحم الدولة السعودية”.. قراءة عسكرية وأمنية لتاريخ ثلاثة قرون
“ملاحم الدولة السعودية”.. قراءة عسكرية وأمنية لتاريخ ثلاثة قرون

جديد الأخبار

التحدي” يحصد الذهب في بطولة نخبة الناشئين الأولى للهوكي 2025
التحدي” يحصد الذهب في بطولة نخبة الناشئين الأولى للهوكي 2025
19 0

الشهيل. يهنئ القياده
الشهيل. يهنئ القياده
4696 0

مركز صحي السلام يتفوق على الجميع في احتفالية اليوم الوطني 95
مركز صحي السلام يتفوق على الجميع في احتفالية اليوم الوطني 95
4646 0

اليوم الوطني 95 يوم مجيد ؟؟
اليوم الوطني 95 يوم مجيد ؟؟
11490 0

هذا اليوم ليس مجرد يوم  بل هو يوم الوطن 95
هذا اليوم ليس مجرد يوم بل هو يوم الوطن 95
8816 0

أخبار > (عزنا بطبعنا) وهذا التاريخ يجب علينا ان نستذكره ونرسخه في قلوب وذاكرة ابنائنا
23/09/2025   6:29 م

(عزنا بطبعنا) وهذا التاريخ يجب علينا ان نستذكره ونرسخه في قلوب وذاكرة ابنائنا

+ = -
0 8796
إدارة الموقع
متابعة وتقرير قبلا السويدي  

اعرتاف بالحق والحقيقة حول المملكة العربية السعودية، منذ أن أسسها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله تعالى ، وهي تقود مسيرة الوحدة والبناء، وتسطر بأقلام من نور ملحمة التضحية والعطاء.

إن الوفاء للوطن ليس شعارًا نرفعه في المناسبات، بل هو عهد نحمله في قلوبنا، ووعد نوفيه بأعمالنا، ومسؤولية نؤديها بكل إخلاص وتفان. وهذا الوفاء الأصيل هو سر عزنا ومصدر فخرنا، وهو الذي يجسد حقيقة شعارنا الوطني لهذا العام: (عزنا بطبعنا)؛ فلنكن جميعًا سواعد تبني، وعقولًا تبتكر، وقلوبًا تخلص، لمواصلة مسيرة البناء والنماء التي قادها أبطالنا المؤسسون، ويواصلها قادتنا الأوفياء

ذكرت المصادر التاريخية التي تكلمت عن نجد أنّه شوهدت فيها قصورٌ وأبنيةٌ قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وتحديداً في موضع بلدتي الرياض والخرج، وشاهدُ ما ذكروه محفوظٌ في شعر الأعشى بن ميمون الحنفي، وهو شاعرٌ جاهلي، قال: (فلمّا أتت آطامَ جوٍّ وأهله) [لسان العرب (12/ 19)]، يقصد ناقته، والآطامُ حصونٌ، وقصور، وقوله: (جوّ) يعني اليمامة، كان يقال لها (جوّ)، ونقلَ الحسنُ بن أحمد الهمْداني (ت: 360هـ) عن شيخه أبي مالك اليشكري أنّه لحق بناءً في حَجر ـ البلدة القديمة التي قامت عليها مدينة الرياض ـ طولُه مائتا ذراع في السماء، وشبّه أحدَ الأبنية التي رآها بالصّومعة، والصومعة بناءٌ مُحدّدُ الطّرف [(صفة جزيرة العرب)، ص140]، واليشكري سكن نجداً، ونجعها، ورعاها، وسافر فيها، ودُوّنت مشاهداته في النّصف الأوّل من القرن الرابع الهجري، وذكر ياقوت (ت: 622هـ) بناءً مرتفعاً أيضاً، قال: (بَتيلُ حَجر: بناءٌ هناك عاديٌّ، مرتفعٌ، مربّع الأسفل، محدّدُ الأعلى، يرتفعُ نحو ثمانين ذراعاً).

وما شاهده الأعشى، ثم اليشكري ُّيُصدّقُ رواية الإخباريّين عن مشاهدة عُبيد بن ثعلبة بن يربوع بن الدُّوْل بن حنيفة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بمائتي سنة تقريباً، قالوا: انتقلت قبائل عدنانية من تهامة والحجاز إلى العارض وشرق الجزيرة العربية، منها قبيلة عَنَزَة بن أسد بن ربيعة، مرّوا على نجد، وبقوا فيها مُدّة، وتحوّلوا عنها إلى شرق جزيرة العرب، ثمّ إنّ بعض قبائلِ ربيعةَ العدنانيّة سلكت مسلك قبيلة عَنَزَة بن أسد، منها: قبيلة بني حنيفة، ومن بني حنيفة: عُبيدُ بن ثعلبة بن يربوع بن الدُّوْل بن حنيفة، بلغ بأهله وماله موضعاً قريباً من حَجرِ اليمامة، واستقرّ أيّاماً، وكان معه جارٌ له من اليمن، من زُبَيد، ثمّ إنّ راعٍ لعُبيد وقع على قصورٍ وحدائقِ نخيلٍ في الموضع الذي فيه حَجْر، ليس فيها ساكنٌ، فرجع، وقال لعُبيد: (رأيت آطاماً طوالاً)، وجلبَ معه تمراً سقطَ من بعض نخيلها، وأكل منه عُبيدٌ، واستطابه، وركب مع الراعي، وأشرف على القصور والحدائق، وتيقّن أنّها كانت مأهولةً، وخَلَت من أهلها، فركز رمحه إشارةً إلى حَجْرها على عادة الأوائل، واختطّها لنفسه وبنيه، وسُمّيت حَجْر اليمامة بعدئذٍ.

فلمن تلك القصور، والأبنية، ومن الذي سكنها؟

إذا رجعنا إلى حادثة غرق أهل الأرض ونجاة نوح عليه السلام ومن تبعه في السفينة؛ وجدنا أنّ نوحاً عليه السلام سكن أرض بابل، وتناسلت فيها ذرّيته، منهم: سام بن نوح، ومن ذريّة سام: عادٌ، وثمودُ، وطسمٌ، وجديس، قيل إنّهم أخوة، وذكر ابن إسحاق أنّهم أبناء عمومة، ونقل الحافظ ابن كثير عن علماء التفسير والأنساب أنهم من أحياء العرب قبل إبراهيم الخليل عليه السلام [(تفسير ابن كثير) (3/ 439)، ويُنظر: السهيلي (الروض الأنف) (1/ 242)].

خرج الأربعة المذكورون من أرض بابل، وتفرقوا، أمّا عادٌ فخرج إلى الأحقاف من أرض اليمن، وأمّا ثمود فخرج إلى وادي القُرى بين تيماء وخيبر، وسكن حِجراً، بكسر الحاء، وصار في الوادي بعده قُرى منظومة من أوّله إلى آخره، ونقل ياقوت عن هشام بن الكلبي المتوفى سنة 204هـ أنّ آثار ثمود ظاهرةً في وقته، لكنّها صارت خراباً، وأما طسمٌ فخرج إلى عارض اليمامة، وهو الجبل الذي شبّههُ النجديون بطوق اليمامة المحيط بعنقها، وصُغّر المشبّه به، فقيل: (طويق) تخفيفاً على اللسان، لا تمليحاً [ابن بليهد، صحيح الأخبار (1/ 195)، ابن خميس (معجم اليمامة) (2/ 117)]، ومن شاهده عن طريق خرائط الأجهزة الذكية؛ وجد شبهَهُ بطوق اليمامة، وكان الأوائل يُسمّون الجبل: العارض، وأرض العَرُوْض، على لفظ عَروض الشعر، سُمّيت بذلك لأنّها معترضة في بلاد العرب، فطسم خرج إلى أرض العروض، ونزل حَجراً، ولحقه جديس بعدُ، ونزل جهة بلدة الخرج اليوم. وهذا يعني أنّ الآطام التي احتجرها عُبيدُ بن ثعلبة، وذكرها الأعشى، وغيره؛ سكنتها طسمٌ وجديسٌ قبل ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام بمئات السنين، وبقاؤها مئات السنين دالٌّ على حِذقهم في العمارة، وكذلك ثمود وذرّيته، لهم مساكن تدلّ على حِذقهم في العمارة، قال الله تعالى عنهم: {وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين}، يعني: حاذقين بنحتها ونقشها، قال ابن كثير: (كما هو مُشاهدٌ لمن رأى منازل ثمود).

ويظهر أنّ القبيلتين تملّكتا مواضع متباعدة في مساحات شاسعة، فإنّ مملكتهم امتدّت إلى البحرين، وشرق جزيرة العرب [تاريخ الطبري (1/ 204)]، ونُسبت إليهم بلداتٌ فيها، مثل: القريتين، يُقال لهما: أَبْوَى، وذكر ياقوت قرية اسمها ذات أبواب، قال: وُجدت فيها بعض دراهمهم، وقُدّر ما وُجد بما يعادله، قالوا: (كل درهم منها يساوي ستة دراهم ودانقين)، وأُعطيت الدراهم للسلطان. ومثل: أرض عمان، فإنّ بعض أبناء عمرو بن عامر الذين خرجوا من مأرب؛ عطفوا نحو عمان، قال المؤرّخون: (انقرض بها من طسم وجديس ابني إرم فالتقطها)، يعني: كما التقط عُبيدٌ الحنفي حَجراً، وهم أزدُ عمان، ذكره ياقوت (5/ 36)، ونُسب لهم حصون؛ كالجَون، والمشقّر، ووُصف الأخير بأنّه على تلٍّ عالٍ، ومن القصور المنسوبة لجديس: الشَّمُوس، معناه: الصّعب، والعسير، لم أقف على تحديد موضعه، ومركز المملكة هو الموضع الذي فيه بلدة الرياض القديمة، فيه ثلاثون قصراً احتجرها عُبيدُ بن ثعلبة الحنفي بحسب ما ذكره ياقوت، منها قصر مُعتق، كان على أَكَمَةٍ مرتفعة، وقيل: اسمه معنق، وكل ما ذكرته من مواضع المملكة كان تحت حُكم طسم، فلهم النّفوذ، وفيهم الملك والرئاسة، وتجاورهم ممالكُ، قال الطبري: (كانوا يُغزون) (1/ 613). ويعجب قارئ كتب اللغة والأدب من كثرة ذكر ما يتّصل بالقبيلتين في كتب الأخبار والأمثال واللغة مع أنّه لا إسناد لها، يقال: (أحاديثُ طسمٍ وأحلامها)، يُضرب مثلاً بأخبارٍ تُروى لا إسناد لها، ولقد تتبّعتها، والتقطتها، منها: أنّ أحد الطّسميّين كان له كلبٌ، يسقيه اللبن، ويُطعمه اللحم، ويُسمّنه، يرجو أن يصيد به، أو يحرس غنمه، فأتاه ذات يوم وهو جائع، فوثب عليه الكلبُ، وأكله، فقيل: (سمّن كلبك يأكلك)، ومنها أنّ فتاةً زرقاء العينين، مشهورةً بحدّة بصرها، اسمها يمامة، تُبصر مسيرةَ يوم، وقيل أكثر، وكان في يدها مرّةً حمامة، ويُقال للحمام الوحشيّ: يمام، ورأت على بُعدِ يومٍ أو أكثر سِربَ قطا وارداً ثَمَداً، والقطا حمامٌ، والثّمَدُ حُفرةٌ أو قَلْتٌ يجتمع فيه ماءُ المطر، وإذا دخل القيظُ انقطع، فأنشأت أبياتاً، وحَزَرت اليمامَ في شعرها، وعدُّوه على الثَّمَدِ، ووجدوه كما حَزَرَت، فعجبوا، وصار معنى خبرها مثلاً، يُقال: (أحكمُ من الزرقاء)، وقَصَده الشعراءُ، قال النّابغة الذّبياني يعتذرُ للنعمان بن المنذر: واحكم كحكم فتاة الحيّ إذ نظرت إلى حمام شراعٍ واردِ الثمدِ، يعني اُكم في أمري، وأصب، كما الطّسميّة، ويُضرب بحدّة بصرها المثل، يُقال: (أبصرُ من الزرقاء)، قال المتنبي: (وأبصرُ من زرقاء جوٍّ)، أضافها إلى جوٍّ تمييزاً لها عن غيرها، فإنّ الزُّرقَ ثلاثٌ، هي، والزّبّاءُ، والبسوسُ، والجوُّ اسمٌ لما اتّسع من الأرض، وهو المقصود بقول الشاعر: (خلا لك الجوّ)، والجِواء كثيرةٌ، يُميَّزُ أحدها عن الآخر بالإضافة، ومُيّز جوُّ طسمٍ باليمامة، واسم اليمامة أُطلق بعد فناء طسم، يراد به بلدة اليمامة القريبة من مدينة الخرج، أُحيطت بها سياج في وقتنا حفاظاً على آثارٍ باقية، ويُطلق اسم اليمامة على الفتاة الطّسميّة زرقاء العينين، نصّ عليه الجوهري، ونقله عنه غيره، وذهب الجاحظ إلى أنّ اسمها عنزٌ، ورجّح الأستاذ عبد الله الشايع الأوّل، ويؤكّده أنّ جوّاً المكان الواسع سُمّي بعدُ باسم الفتاة، فقيل عنه اليمامة لشُهرة الفتاة التي أُضيف إليها الموضع، يقال: جوّ اليمامة، ثم استُغني عن جوّ، واكتُفي باليمامة، والله أعلم.

ومن أحاديثهم أنّ فتاةً طسميّةً اسمها: (عنزٌ)؛ سُبيت، وقُرّب إليها جملٌ لتركبه، وتقريبُ الجملِ لمثلها برٌّ يُراد به غيره، فقالت شعراً: (شرُّ يوميها وأغواه لها، ركبت عنزٌ بحِدْجٍ جملاً)، و(الحِدْجُ): مَركِبٌ نحو الهودج والمِحَفّة، فذهب قولها مثلاً، يُقال لمن قُرّب إليها برّ أُريد به غيره: (شرُّ يوميها).

وكان للطسميين صنمٌ يعبدونه من دون الله، ذكره الفيروزآبادي، قال: (اسمه كَثْرَى، ومن النّاس من سُمّي: عبدُ كَثْرَى)، وذكر أنّ الذي حطّمه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم رجل اسمه نهشل، ولم أقف على اسمه في الصحابة رضي الله عنهم بحسب كتاب الاستيعاب، وأُسد الغابة، والإصابة، فالله أعلم.

وممّن بقي ذكره من أسماء الطسميّين وأعلامهم في كتب اللغة والبلدان: ملحوبٌ، ومليحيبٌ، وهما ابنا تريم بن مَهيَع بن عردم بن طسم، وبقي اسم ملحوبٍ عَلَماً على ماء، وبقي اسم مليحيبٍ علماً على تلّ، ثم صار العلمان دالين على قريتين لبني عبد الله بن الدّول بن حنيفة، قال الأستاذ عبد الله بن خميس: (لا نعرف ملحوب اليمامة الآن).

فناء طسم وجديس وبقاء آثارهما

آخر ملوكِ طسم: عمليق بن هباش بن هيلس بن ملادس بن هركوس بن طسم، وهو أوّل من قُتل على يد الجديسيين، وسببه أنّه طغى وتجبّر، وبلغ طغيانه وظلمه أنّه أمر الجديسيين: لا تتزوّج بكرٌ منهم وتُزفُّ إلى بعلها حتى تدخل عليه، فيفترعها، ولقي الجديسيون من ذلك ذُلاً، ثمّ إنّ عُفيرةَ بنت غفار تزوّجت، وكانت أيّدةً، يعني: قويّة، وهي أُختُ سيّد جديس، الأسود بن غفار، وكان جلداً فاتكاً، ولما كانت ليلة الإهداء لعمليق؛ تمنّعت، فخاف العار، فوجأها بحديدة في قُبُلها، وأدماها، وقيل: افترعها، وخرجت، وشقّت ثوبها، ومرّت بأخيها تبكي، وكان في جمعٍ من قومه، وقالت شعراً: لا أحد أذلَّ من جديسِ أهكذا يُفعل بالعروسِ، وأنشدت أبياتاً، فغضب، وأخذ بيدها، ورفعها إلى نادي قومها، وهي تقول شعراً: أيجمل أن يؤتى إلى فتياتكم وأنتم رجالٌ فيكمُ عددُ الرّملِ، أيجمل تمشي في الدماء فتاتكم صبيحة زُفّت في العشاء إلى بعلِ، في أبيات طويلة، فنكّسوا حياءً وخجلاً، وامتلأوا غيضاً وحنقاً، وقاموا في أمرهم وقعدوا، وعزموا على الغدر بالملك وكبار طسم، فنهتهم عُفيرةُ عن الغدر، وأمرتهم بمنابذتهم ومنافرتهم، وقالت: لعلَّ الله أن ينصركم عليهم لظلمهم بكم، فعصوها، وصنع أخوها الأسود طعاماً لأجل زواجها، ودعا الملك وقومه، ودفن هو ورجاله سيوفهم، حتى إذا جلس الملك ومن معه؛ قام الأسودُ وقتلَ الملك، وقام رجالُ قومه وقتلوا كبارَ طسم، وهرب أحد الطسميين إلى اليمن، واسمه: رياح بن مُرّة، وهو أخٌ لزرقاء اليمامة.

واستجاش رياحٌ ملك اليمن، قيل إنّه حسّان بن تُبّع، وقيل غيره، فسيّر جيشاً، وجعل على مقدمته عبدَ كلال الحميري، ولقبه جيشان، واستعصى على الجيش حصنُ الجون، قال المتلمّس شعراً: ألم تر أن الجون أصبح راسياً تطيف به الأيام ما يتأيّس، عصى تبّعاً أيام أهلكت القرى.

وحذّر رياحٌ الطّسميّ الملكَ حسّان من أخته فتاةِ الحيّ الطسميّة، فإنّها تزوّجت جديسيّاً، وصارت جديسيّةً، وجُعل لها موضعٌ فوق أطُمٍ من آطامِ جديس، في جوّ الخضرمة، ترصد منه، وترقب حذراً، فإنّ الجديسيين عرفوا بما آل إليه أمرُ رياح، وبلغهم خبر جيش حسّان، وأنّه وطأ البلدان، فلمّا صار حسّان على بُعدٍ تقصرُ عينُ الزرقاء عن رؤيته؛ أمر أحد جنوده أن يصعدَ رأس جبل اسمه (الكَلْب) لينظر منه، يبعد مسيرة يوم عن موضع الزرقاء بحسب ما رجّحه الأستاذ الشايع، ولما صعد؛ أصابته شوكة، فأكبَّ على رجله يستخرجها، وأبصرته الزرقاء، فقالت لقومها: أرى رجلاً ينهش كتفاً أو يخصف نعلاً، فكذّبوها، ثمّ إنّ حسّان أمر أن يحمل كُلُّ واحدٍ من جنوده جِذْعَ شجرة، ويسيروا، لتظنّهم الزرقاء شجراً لا بشراً، وكانت الزرقاء فطِنةً، فقالت لقومها: (دبَّ الشّجرُ)، فاتّهموا عقلها، ثمّ إنّ حسّان صبّحهم، وأبادهم، وقتلها، ويُنسبُ له شعرٌ، قال فيه: (أبصرت ناظرةً من ذُرى جوٍّ بكَلْبٍ رجلاً، يخصف النعل فما زالت ترى شخص ذلك المرء حتى انتعلا)، ثمّ قتلها، ونزع مقلتيها، ووجدها تكتحل بالإثمد، ثم صلبها، وسمّى ذاك الموضع: اليمامة، وأُضيفت اليمامة إلى جوّ الطسميّين من ذلك الحين، وبقي اسم (الكَلْب) عَلَماً على أنف الجبل إلى زماننا هذا، يقع غربَ جنوبِ بلدةِ الدُّلم المعروفة اليوم، ذكره الشاعر زيد بن زامل، قال: (ما بين خشم الكلْب والعرق والجال)، وهرب الأسود بن غفار، ونزل الجبلين أجأ وسلمى، وعجبَ من صِغَرِ خلق رجال طيء لما ارتحلوا ونزلوا الجبلين، وهالهم أيضاً ما رأوا من عِظَمِ خَلقه، ولما لم يجدوا أحداً غيره؛ قتلوه، وبادت تلكم الأمّتان بعد أن سادت إحداهما في قلب نجد، وأفنت إحداهما الأخرى، ولا ندري كم لبثتا في الأرض عددَ سنين.

ويبدو أنّ للأمّتين آثاراً باقية في جهة الخرج، ومواضع، أمّا الرياض فقد التهمت آثارَهم المدنيةُ التي تحفر لأساس البنيان أذرعاً، وربما وُجد على ضفاف وادي حنيفة ما يدلّ عليهم، وفي بلدة سدوس وما حولها آثارٌ، وهي قريبة من مدينة الرياض اليوم، قال الأستاذ عبد الله بن خميس عن سدوس: فيها بناء قديم، وقال: (أعتقد أنّ الحفريّات سوف تُبرز آثاراً نافعة، وقواعد دالّة، وإن كان القصر المذكور فيها من بناء سليمان عليه السلام وقصبته أُبيدت)، وذكر كتابات بوادي قرّان، المنحدر من أسفل القرينة، وقال: (به آثار وكتابات قديمة)، وذكر الحريقة، وهو شعب في وادي حنيفة، وقال: (في صخور ببطن الحريقة كتاباتٌ أثريّة أدركتها، ثم وجدتها شركة أجنبيّة تُنقّب الماء في المنطقة، فحملتها إلى غير رجعة، وهؤلاء هم أرضة الآثار)، وذكر الخِضرمة التي في جهة الخرج، وأنّها موضع حضارة، وتمنّى التحقّق من موضعها، وكشف آثارها [معجم اليمامة (1/ 316، 389)]، وليس كل أثرٍ يدلّ على الأمّتين، فربما خصّ من جاء بعدهما، وتشهد مملكتنا اليوم عنايةً بآثار الإنسان الذي سكن نجداً في القرون المواضي، وأحسب أنّ جُهود المختصّين ستُظهر دلائل تُثري المعرفة في خصوص نجد قبل الميلاد، ويُنتفع بها.

أودّ في خاتمة مقالي أن أُشيد بما كتبه أساتذة متخصّصون في موضوع نجد قبل الميلاد، أفدت منهم كثيراً، منهم: الأستاذ حمد الجاسر، لخّص مقالاتٍ له في كتابه (الرياض عبر أطوار التاريخ)، كتب مقدّمته سنة 1386هـ، والأستاذ عبد الله بن خميس، نثرَ فوائد جمّة في معجم اليمامة، ثم جمع ما نثره، وأضاف عليه في دراسة نُشرت في مجلة (مجمع اللغة العربية) سنة 1397هـ، وكتب مقالاً رائقاً بمناسبة افتتاح الملك سلمان إبّان كونه أمير منطقة الرياض أول متحف للآثار سنة 1398هـ، نُشر في صحيفة الجزيرة، ونشرت دارة الملك عبد العزيز سنة 1429هـ دراسة ميدانية، قام بها الأستاذ عبد الله الشايع، ناقش بعض ما ذكره ابن خميس، ورجّح، وفنّد، ورافقه في دراسته الميدانية علماءُ تاريخ وآثار، طُبعت بعنوان: (زرقاء اليمامة بين الحقيقة والخيال).

لقد اندفعت لكتابة تذكيريّة في موضوع نجد قبل الميلاد بعد سماعي قول سموّ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان: (لدينا عمق تاريخي مهم جدّاً، موغل في القدم، ويتلاقى مع الكثير من الحضارات)، وليس مني إلا الجمع، والترتيب، والسبك، وزياداتٌ يسيرة التقطتها من كتب التاريخ، والبلدان، واللغة، والأمثال، ثم جعل عنوان مشوّق لما جمعته ورتّبته

 

(عزنا بطبعنا) وهذا التاريخ يجب علينا ان نستذكره ونرسخه في قلوب وذاكرة ابنائنا

أخبار, المقالات
لا يوجد وسوم

وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://idaat2030.net/?p=16076

المحتوى السابق المحتوى التالي
(عزنا بطبعنا) وهذا التاريخ يجب علينا ان نستذكره ونرسخه في قلوب وذاكرة ابنائنا
مفتي_عام_المملكه‬⁩ ‏⁧في ذمة الله
(عزنا بطبعنا) وهذا التاريخ يجب علينا ان نستذكره ونرسخه في قلوب وذاكرة ابنائنا
اطمئنان وسلام بعد فقر وجوع ونقسام!!

للمشاركة والمتابعة

  • التعليقات
  • تعليقات الفيس بوك

أضف تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • الأقسام الرئيسية
    • أخبار
    • اعداد مجلة إضاءات
    • مناسبات
    • الأبل والخيول
    • سياحة ترفية

مجلة إضاءات

Copyright © 2025 idaat2030.net All Rights Reserved.

جميع الحقوق محفوظة لـ ترانا لتقنية المعلومات

Powered by Tarana Press Version 3.3.1
برمجة وتصميم ترانا لتقنية المعلومات | ترانا بريس