تلك كانت حال البلاد قبل توحيد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- للبلاد، وهكذا أصبحت ولله الحمد والفضل والمنة الذي أنعم على بلادنا بنعم عظيمة وخيرات كثيرة، ولا يضاهي نعمة الأمن والإيمان شيء في الوجود.
وفي مناسبة اليوم الوطني، يعجز الإنسان أن يتحدث في هذه المناسبة، لا لأنه لا يجد ما يتحدث عنه، ولكن ما الذي يتحدث عنه وأمامه شواهد كثيرة وجوانب عديدة لا تقف عند حد ولا تحصر بعد، فمشاريع الخير والعطاء في المملكة العربية السعودية متوالية متجددة، ولم تقصر المملكة خدماتها ومنجزاتها التنموية والإنسانية داخل المملكة فقط، بل تعداها لتشمل الدول الإسلامية الشقيقة وغير الإسلامية الصديقة، وتعد المملكة من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم، حيث دأبت على مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية الصديقة، واستفادت من هذه المساعدات عشرات الدول بما قدم لها من معونات للتخفيف من معاناتها جراء الكوارث الطبيعية أو من الحروب، وسجلت المملكة أولويات بمبادراتها المستمرة في المساعدات والأعمال الإنسانية على مستوى العالم، وذلك بحسب التقارير الصادرة من المنظمات العالمية المهتمة بهذا المجال الإغاثي والإنساني.
ومن الحقائق المنظورة والشواهد البارزة في مسيرة النهضة والتنمية والتطور رؤية 203، هذه الرؤية التي لا تخطئها عين منصفة فهي بعون الله نقلة حضارية وتنموية للبلاد ذات أبعاد اقتصادية وتنموية مع المحافظة على المرتكزات الأساسية للدين والعادات والتقاليد والهوية الأصلية لبلادنا.
ولا غرو فإن هذه الدولة المباركة إنما قامت ونشأت للإصلاح والدعوة منذ الدولة السعودية الأولى، وسار عليها ملوكها إلى يومنا هذا، ولم تقف جهود المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة عند حدود بلادها التنموية ونهضتها وسلامة ربوعها فقط، بل كانت وما زالت تدعم قضايا الأمة وحقوقها وتقف مع سيادتها، ضد كل دخيل عابث، ومواقف المملكة سياسيا وإنسانيا مع الدول الشقيقة والصديقة لا ينكرها إلا من يسيء الأدب وينسى الفضل فيجحد فضلها وينكر نعمها وهو كما ذكرت إما جاهل وأعمى أو حاقد ومغرر به، والعقلاء هم من يثمنون لبلادنا جهودها ودعمها المادي والمعنوي للأشقاء، وإن الحديث في هذا الباب يطول ويطول ومن تيسر له الاطلاع على بعض منجزات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية سيرى ويطلع على الجهود المباركة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين والدور المؤثر في رفع المعاناة عن المنكوبين والضعفاء والمساكين في مشارق الأرض ومغاربها ليعيشوا حياة كريمة.
فلتطمئني يا بلادي هنية قريرة العين فإن عين الله تحرسك وقلوب المسلمين والأصدقاء والأشقاء معك في السراء والضراء وألسنتهم تلهج بالدعاء. وليحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز،وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – اللهم آمين.