في كل بيئة عمل، تظهر شخصية تلفت الانتباه بطريقة مختلفة… شخصية تتحرك بصمت، وتراقب من بعيد، ثم تباغت الفريق بتعليق يبدّل إيقاع العمل، دون مقدمات أو سياق واضح. تشبه هذه الشخصية البومة الإدارية؛ كائنًا لا يراه أحد بوضوح، لكنه يترك أثرًا لا يمكن تجاهله.
هذه الشخصية تميل إلى العمل في أوقات غير مألوفة، وتفرض إيقاعها الخاص على من حولها.
تشعر أنها محور الاهتمام، وأن الجميع يوجّه عينه نحوها، فتترك جوهر العمل وتتعلق بتفاصيل جانبية لا تغيّر النتيجة، بينما تتأخر المهام الأساسية، وتتراكم الأعمال بلا مبرر حقيقي.
وعالم هذه البومة الإدارية مزدحم بالتناقضات؛
تمسك بالمعلومة كأنها سرّ كبير،
وتؤجّل المهام حتى تفقد قيمتها،
وتبطئ التنفيذ تحت شعار “الدقة”،
بينما ينهك الفريق في انتظار نتيجة تتأخر أكثر مما ينبغي.
وحين يقع الخلل، لا تواجه ولا توضح، بل تذوب في الظل، تاركة الآخرين يحملون أثر جناحها الثقيل.
قد لا تكون هذه السلوكيات نابعة من نية سيئة، لكنها تخلق أثرًا واضحًا يخلخل تماسك الفريق، ويستهلك جهده، ويؤخر إيقاع العمل بشكل ملحوظ.
الفائدة والنصيحة
وجود مثل هذه الشخصيات يذكّرنا بأن جوهر النجاح في بيئة العمل يقوم على الشفافية، وضوح الأدوار، وإدارة الوقت بعقلانية.
أما التعامل معها فيتطلب ثلاثة مبادئ أساسية:
التوثيق، الوضوح، والحدود المهنية.
فحين تكون القواعد واضحة والمسؤوليات محددة، يظلّ العمل متقدّمًا… حتى لو كثرت “البومات” التي تتحرك في الظلال

Screenshot




