
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة أنباء اندلاع حرائق في عدة مناطق جنوب المملكة، وتحديدًا في جازان، والمندق بمنطقة الباحة، وديار بني مالك، والهدى في مدينة الطائف. وقد باشرت فرق الدفاع المدني — هذه العيون الساهرة التي لا تنام — جهودها في التصدي لتلك الحرائق والحد من انتشارها، رغم الظروف الجغرافية والطبيعية الصعبة.
ما أثار الجدل هو أن جميع هذه المناطق تقع حول مكة المكرمة، التي تشهد في هذه الأيام توافد ملايين الحجاج من شتى بقاع الأرض لأداء مناسك الحج، مما فتح باب التساؤلات بين رواد التواصل الاجتماعي: هل هذه الحرائق ناتجة عن فعل فاعل؟ أم أنها مجرد حوادث عرضية؟
المثير للريبة أن هذه المناطق تُعرف باعتدال مناخها وبرودته النسبيّة، خاصة منطقة الباحة، مما يصعّب تصديق أن ارتفاع درجات الحرارة وحده هو السبب في اندلاع هذه النيران. وهنا بدأ العقل الجمعي يميل نحو الشك والتأمل، بل وربما التحذير من احتمالية وجود نية مبيتة خلف هذه الأحداث.
ومن باب المسؤولية، تتجدد الدعوات لمنع بيع الألعاب النارية والمفرقعات، إلا في إطار رقابي صارم، وفي أماكن مخصصة وآمنة، فالكثير من الحرائق تبدأ بشرارة عابثة، وتنتهي بكارثة يصعب احتواؤها.
وأخيرًا، من يتمنى الأذى لبلاد الحرمين، فقد خرج عن دعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام، حين قال:
“رب اجعل هذا بلدًا آمنًا وارزق أهله من الثمرات”
فمن يسعى لضرر هذه البلاد الطاهرة، إنما يضرّ بالحُجاج والوافدين، ويعكّر صفو الزائرين لبيت الله الحرام، في وقت تتجه فيه قلوب المسلمين نحو مكة، ويستبشرون بنفحات هذه الأيام المباركة.