
في خضمّ التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، نلاحظ ـ بكل أسى ـ تفشي بعض الذنوب العظيمة بين فئات من الأجيال الجديدة، حتى أصبحت في بعض البيئات أمرًا معتادًا لا يُنكر، رغم كونها من أكبر الكبائر التي حذّر منها الدين الإسلامي.
عقوق الوالدين:
من أكثر مظاهر الانحراف الأخلاقي المؤلمة هو تجرؤ البعض على آبائهم وأمهاتهم، لفظًا أو سلوكًا أو تجاهلًا.
وقد نسي هؤلاء أن الله عز وجل لم يأمر فقط بالإحسان إلى الوالدين، بل شدّد النهي عن أقلّ صور العقوق، فقال:
“فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” الإسراء: 23
واللافت أن الأمر الإلهي جاء موجهًا إلى الأبناء بعد بلوغهم سن الرشد، حيث قد يغترّ الشاب أو الفتاة بقوّتهم أو استقلالهم، فيقعون في جحود من رباهم وسهر لأجلهم.
أما في الصغر، فالأبناء بطبيعتهم خاضعون، لكن الاختبار الحقيقي يظهر حين يكبر الوالدان ويضعفان، ويصبحان في أمسّ الحاجة إلى الحنان والرعاية.
قال تعالى:
“وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” [الإسراء: 24].
● العلاقات غير الشرعية:
ولعلّ من أشدّ ما انتشر بين بعض الأوساط، خاصة الشباب، العلاقات المحرّمة التي أصبحت ـ للأسف ـ ميسّرة ومبرّرة، بفعل الانفتاح وتهاون بعض الأسر في التربية والمراقبة.
وقد نسي كثيرون أن الزنا من أعظم الكبائر، وأن الله توعّد الزاني بالعذاب في الدنيا والآخرة، بل وورد أن الزاني إذا بلغ المشيب واستمرّ في فعله، فإن الله لا يكلمه يوم القيامة ولا ينظر إليه، كما في الحديث الشريف:
“ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ، وملك كذاب، وعائل مستكبر” رواه مسلم.
وفي الختام:
ما أحوجنا اليوم إلى عودة صادقة إلى الله، وتربية أبنائنا على مخافة الخالق قبل مراقبة المخلوق، وعلى تقديس روابط الأسرة، والتمسّك بحدود الدين.
فالمجتمعات لا تنهار من الخارج، بل تبدأ بالسقوط حين تُهمل القيم، وتغيب القدوات، وتُكسر هيبة الكبائر في النفوس.